الأحد، 17 مايو 2009

فيلم النافورة ( The Fountain )

تأتي فكرة الفيلم من محتوى ديني يتمثل في أن هناك شجرة تسمى شجرة الحياة قادرة على اعطاء الانسان الخلود و الشباب الأبدي ( هناك عدد من الثقافات من لديها ايمان بوجود هذه الشجرة ) .

هناك في العلم شئ يسمي سديم ( الضباب الرقيق ) ، احيانا نرى السديم في السماء و يكون واضح المعالم كنجمة مضيئة في الليل و يعود سبب ضيائه إلى الضوء المعكوس عليه من النجوم المحيطة به ، هذا السديم و بحكم الطبيعة لابد أن ينفجر في يوم من الايام مما يؤدي إلى تكوين نجوم جديدة .

هذا السديم يسمى عند المايا شيبالبا ، و حسب اعتقادات المايا فإن الشيبالبا هو المكان الذي ستنبعث منه ارواح الموتى من جديد ، لذلك فإن ارواح موتاهم تذهب إلى هناك و عند انفجار النجم فإن هذه الارواح سوف تبعث من جديد ، وهنا تكمن اسرار المايا و هو معرفتهم بمكان شجرة الحياة

? What If You Could Live Forever
ماذا لو يمكنك أن تعيش إلى الأبد ؟

قصة الفيلم تسير في الماضي البعيد و الحاضر و المستقبل البعيد بتناسق جميل ، في الحاضر نجد أن الدكتور تومي يعمل في مختبره و يقوم بالابحاث و التجارب المستمرة لإيجاد علاج لوقف انتشار السرطان ، في حين أن زوجته في المنزل تعمل على انهاء روايتها التي تدعي The Fountain مع ملاحظة أن هذه الزوجة مصابه بالسرطان ، الزوجة تطلب من زوجها قراءة روايتها التي تعود إلى الماضي البعيد و في نفس الوقت تطلب منه تكملة كتابة الفصل الاخير من الرواية و الذي سيمثل المستقبل البعيد ، لذلك و كما ذكرت ان الفيلم يسير في ثلاثة أزمنة الماضي و الحاضر و المستقبل ، و خلال هذه الفترات نجد كفاح الزوج لمحاولة انقاذ زوجته .

لو فصلنا الفيلم من تشابكه نجد في الماضي الفارس الأسباني الذي يحاول القضاء على الفساد الذي دبّ في أسبانيا بسبب أحد القضاة في مقابل الوعد الذي قدمته الملكة للفارس بالزواج به إلى الأبد إذا استطاع إيجاد سر شجرة الحياة ، أما في المستقبل نجد تومي داخل كرة غازية تحتوي على شجرة تلك الكره تتجه بهم إلى السماء و هناك نجد اهتمام تومي الشديد بالشجرة و تقبيله لها و الأكل و الشرب منها ، أما في الحاضر نجد الدكتور توم و ابحاثه لإيجاد علاج يوقف انتشار مرض السرطان .

أجمل ما يقدمه الفيلم هو فكرة تقبل الإنسان للموت و نظرته إلى الخلود . أيضا ً من المحاور المميزة بالفيلم هي مدى تقبل الحال و الرضى بالواقع في مقابل العمل لمحاولة التغيير إلى الأفضل ، فالزوجة المصابة بالسرطان مقتنعة أنها سوف تموت و تذهب للسديم في السماء ( شيبالبا ) الذي تنظر إلية من شرفة منزلها و تكتب عنه في روايتها النافورة و تتمنى أن زوجها الدكتور يوقف أبحاثه و يكون معها في لحظاتها الاخيرة لأن تلك اللحظات هي الأهم و الأجمل بالنسبة لها في مقابل زوجها الذي لا يلبي تلك الرغبة وذلك لإنشغاله في معمله من أجل الكشف عن الدواء و بالتالي ابتعاده عنها لحبه لها ففي النهاية لن يكون هناك أجمل من أن يقدم لزوجته الحياة .

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

واو ،، جميل عاشت إيدك

غير معرف يقول...

الامتياز لكاتب القصة الحقيقي ولموسيقى الفيلم الراءعة جدا جدا جدا

تفسير القرأن (التفسير المعاصر) يقول...

فلم رائع جدا يوصل ثقافة بعض الشعوب حول الحياة والممات