الأحد، 24 مايو 2009

تنشئة الأفراد داخل المجتمع

نرى في مناسبات عدة ازدواج في تصرفات بعض الأفراد و عدم احترام للذوق العام وعدم احترام أيضا ً لبعض الأشخاص و خاصة لبعض الأجانب من جنسيات معينة .

قد نجد مثلا ً شخص ما يدخن في مطعم تحت لافتة ممنوع التدخين ، نجد شخص اخر في مطاردة لسواق اجنبي لانه يقل امرأة معه و يكون المشهد أجمل عندما تكون المطاردة جماعية . هذه مجرد بعض الأمثلة العامة ، فلم اتطرق للأمثلة و الاعتقادات الخاصة في الحياة الشخصية .

المشكلة تكمن ان الغالب إذ لم يكن الجميع يعرف ان ما يفعله خطأ و مع ذلك يستمر بفعله ! . و لا انسى ذكر أن هناك ميلان نحو التفسير السلبي أكثر منه للإيجابي ، بالإضافة إلى تكوين انطباعات خاطئة و مسبقه تجاه ما يرونه امامهم نتيجة لأفكار مغروسه في عقلياتهم .

يبقى السؤال لماذا نجد عدد من الافراد كذلك ؟ أنا برأيي يعود لعدد من الاسباب منها التنشئة الاجتماعية و عدم وجود أنظمة رادعة بالإضافة لعدم تطبيق ما يوجد من أنظمة على الجميع سواسيه ( دائما يقال من أمن العقاب اساء الادب ) إلى غير ذلك من الأسباب .

سأترك النظام و احترامه و سأتحدث عن الأساس لكل شئ وهو التنشئة الإجتماعية و خصوصا ً في المراحل المبكرة للطفل و التي لها القدرة على خلق أفراد أكثر تحظر و احترام للأنظمة و احترام للذوق العام في المستقبل لأن التنشئة هي الأساس التي تستند عليها أفكار الفرد بالغالب الأكبر .

التنشئة بإختصار : يقصد بها الأسلوب الذي يتعرف من خلاله الشخص عن القيم و التوجهات و هذه التنشئة هي عملية تراكمية أي انها لا تنشأ من خلال الليلة وضحاها بل يتأثر بها الفرد منذ طفولته ، و هذه التنشئة التي يتلقاها الفرد تكون بأسلوبين ، ( الاسلوب المباشر ) اي ان المعلومات و القيم تصل إلى الفرد بطريقة مباشرة عن طريق المحاضرات و الندوات مثلا ً . ( الأسلوب الغير مباشر ) التي تؤثر فيه البيئة و الظروف المحيطة بالإنسان .

لهذه التنشئة عدد من العوامل أذكر منها :

- الأسرة : هي المكان الاول التي يحصل من خلالها الفرد على معتقداته و و ثقافاته و طريقة تفكيرة ، كذلك لضروف الاسرة و الأحداث التي تمر بها التأثير الكبير على الفرد .

من المهم على الأبوين الاهتمام بتصرفاتهم أمام أطفالهم و أن يكونوا القدوة الحسنة لهم ، على الأبوين اشراك الأطفال في الحوارات و تعليمهم كيف يسمعون و يطرحون وجهات نظرهم و كيف يستفيدون من اخطائهم ، و من المفيد اخذ اراءهم في بعض الأمور حتى يكون هذا الطفل قادر مستقبلا ًعلى النقاش و التفكير و احترام الأراء .

من المهم ان تعرف الأسرة كيف توصل المعلومة للطفل بالشكل الذي يجعل منه يستفيد منها في الواقع ، فالمعرفة لوحدها لا تكفي ، المهم كيفية الإستفادة من هذه المعرفه في الحياة الحقيقة .

نادرا مثلا ً أن يشتري حديثي الزواج كتب تثقفهم بطريقة التربيه بشكل عام إما فيما يخص إيصال المعلومة للأبن او طريقة تقديم النصيحة له أو طريقة تعليمه كيف يستفيد من أخطاءه و كيف يصححها لذلك أغلب ما نراه هو استخدام القوة أو زجر الإبن عند قيامه بالخطأ ، و هذا الامر يترك غالبا أثار سلبية .

هناك شئ مهم و هو القراءة فكون الطفل يقرأ من فترة إلى اخرى فإن ذلك يساعده على رقي فكره و تطوير مهاراته و ادراكه و بالتالي فهمه للأمور التي امامه و قدرته على التعامل بشكل اكثر إيجابية ناهيك أنها تجعل منه شخص ذو اهتمامات أكثر ايجابية في المستقبل .

في حالة وجود الفرد في عائلة تفرض عليه فيها الأمور بالقوة ( السلطة الابوية ) و تورد له ثقافة الإستماع و الإستماع فقط لانه طفل و يجب عليه أن يوافق على كل مايقوله الكبار فإننا بالعادة نكون خلقنا افرادا غير مهتمين كثيرا ً بالنقاش و الأهم انهم يميلون إلى فرض اراءهم و عدم تقبل و احترام الرأي الأخر و يعتقدون أن أراءهم هي الصحيحة فقط ، ناهيك أنهم بالعادة لا يحترمون القوانين و المرافق العامة بالخارج لأنهم تحررو من بيتهم الذي يفرض و يضغط عليهم في كل شئ ، فلا طريقه لهم أفضل من الخروج للتنفيس عن ذلك الكبت الحاصل في المنزل بالطرق الإيجابية و السلبية .

- المدرسة : الفرد يأخذ الكثير من الأفكار و القيم من المدرسة فهي تلعب دور كبير بحكم أن الفرد يتعلم امور كثيرة هناك عن طريق المناهج ، لذلك من المهم أن تكون تلك المناهج بالشكل الذي يتناسب مع الحال اليوم ،بحيث تكون معلومات يحتاجها فعلا ً الطالب و قادرة على جعله يستفيد منها بأكبر قدر ممكن ، و يبقى للمدرس الدور الأكبر في المدرسة بحكم انه يمثل القدوة للطلاب و لطريقته التعليمية دور كبير في تقبل الطالب للمعلومات و الاستفادة منها بالشكل المطلوب . فالطريقة التلقينية أو التقليدية تخلق افراد غير مفكرين و غير منتجين غالبا ً . لأنها تطلب من الطالب الحفظ في الغالب ولا تطلب منه تفسير الحالات و بالتالي فهمها .

أيضا ً من المهم غرس في عقل الطفل الفائدة التي تقدمها المدرسة و لا تقدم له كمكان للحصول على الشهادة فقط حيث أننا نجد أن الكثرين بعد انتهاء الفصل الدراسي يكون قد نسي كل ما تعلمه لأن الهدف بالنسبة له هو الإنتقال من مرحلة لأخرى أو من صف لأخر و ليس العلم بحد ذاته .

- و سائل الإعلام : تسمى السلطة الرابعة لحظورها القوي و اهميتها فهي تلعب دور كبير في التأثير على توجهات الأفراد و خاصة مع الثورة التقنية في وسائل الإعلام اليوم . فاللإعلام يقوم بنشر الافكار و شرحها كما أنه له دور مهم في نشر التوعية بين الافراد و الرقي بأفكارهم و اهتماماتهم ، كما أن الإعلام قادرعلى توجيه الأفراد ناهيك أنه يستخدم من قبل الدول التي ترغب نشر افكارها و مبادئها إلى العالم ( القوة الناعمة ) ، لذلك كلما كان الإعلام يركز على القضايا المهمة و يقدم للمشاهدين مواضيع أكثر فائدة له كلما كان أكثر ايجابية للمشاهد .

هذه الثلاث أمور برأيي هي من أهم الاشياء القادرة على خلق فرد أكثر إيجابية في مجتمعة لانها تبدأ مع الفرد منذ طفولته ، و لابد أن اذكر ان هناك عدد غير المذكور من عوامل التنشئة القادرة على التأثير على الفرد في مراحل عمره بشكل عام مثل الإصدقاء و المهنة و اتصال الفرد المباشر مع الهيئات و المؤسسات الحكومية و درر العبادة و إلى غير ذلك من الأمور .

ليست هناك تعليقات: