الخميس، 21 مايو 2009

الـعـالـم مـلـئ بـالـمـشـاكـل

العالم اليوم ( ركود اقتصادي - فقر - حروب - أمراض )

ننظر للعالم اليوم نجد قضايا و مشاكل متعدد تتوزع على قارات العالم فأمريكا الشمالية تكافح من أجل القضاء على فلونزا الخنازير ( swine flu ) أو A/H1N1 بعد اعتراض الشركات المختصة بالخنازير و لحومها التي ترى ان الاسم الذي اطلق على الفيروس ساهم في هبوط مبايعاتها و بشكل كبير جدا و بالتالي و مراعاة لذلك تمت تعديلات في طريقة نشر الخبر ، نجد على سبيل المثال في الأخبار اليوم ذكر الفيروس بحروف مختصرة ، مع التقليل من ذكر كلمة فلونز الخنازير . و يبدو أن الشركات الطبية هي المستفيد الأكبر الان .

وإن كان الفيروس تأثيراته الاكبر في دولتي المكسيك و الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنه زار بعضا من دول أروبا و أسيا ( اليابان خصوصا ً) ، و أما في المنطقة العربية فالأرقام غير واضحة كما هو معتاد . دائما سؤال يحيرني ، لماذا الأمور تكون تحت طي الكتمان غالبا ً حتى أننا لا نجد اهتمام على قدر المستوى الذي يحدث في العالم عندما يخرج وباء أو فيروس معين ، فنحن لا نرى نشر للوعي أو اخذ الاحترازات الازمة لذلك بدلا ً من الصحوة المتأخرة كالعادة . و كما يقال ( ليس الإنسان بحاجة إلى أن يصاب بداء السرطان لكي يحلل أعراضه ) . و أذكر هنا أن أشهر فيروس من فصائل H1N1 هي الانفلونزا الأسبانية التي خرجت عام 1918 و قتلت 50-100 مليون شخص مما أدى إلى تسميتها أعظم هولوكوست طبي في التاريخ .

أما الحروب فمنطقة الشرق الأوسط هي الرائدة بذلك فهناك الحرب الإسرائلية الفلسطينية و قبلها الإسرائلية اللبنانية ( حزب الله ) و الحرب في العراق و غيرها من الحروب التي شهدتها المنطقة على مر تاريخها بالإضافة لمشكلة وادي سوات في باكستان و القتل المستمر الان و مشكلة الحكومة السيرلانكية مع متمردي التاميل التي انتهت في الايام الماضية بعد حرب طويلة استمرت 37 سنة راح ضحيتها ما يقارب 70 ألف قتيل . و على ذكر الحروب لا أنسى أفريقيا التي لها نصيبها من الحروب الداخلية التي انهكتها قتلا و تشريدا و جوعا ً .

و على ذكر افريقيا فإن الغالب الاكبر من سكانها يعيش تحت خط الفقر و لا يبدو ان هناك حلول لهذه المسألة اليوم في ضل فساد سياسي و سيطرة الشركات الأجنبية على أهم مواردها ، و الديون الكبيرة التي تثقل كاحل دولها بالإضافة للحروب الداخلية كما ذكرت سابقا ، فالمنطقة مليئة بالأسلحة الخفيفة و حتى المساعدات التي تذهب لها لا يستفاد منها بالشكل المطلوب نتيجة للفساد ، ناهيك عن المشاكل التي تشغل العالم في المنطقة كقضية دارفور و الحدود الإريتيرية الاثيوبية و القرصنة في الصومال .

و بما أننا ذكرنا الفقر لا بد أن نذكر قارة أمريكا الجنوبية التي تعوم أغلب دولها في الفقر نتيجة أيضا ً للفساد و سيطرة الشركات بالتحديد و خصوصا أن اليد العاملة هناك رخيصة ، فكون ان الشركة تقوم مثلا ًببناء مصنع لها هناك فإنها ستوفر لها مبالغ أكبر مما لو كان مصنعها في دولتها الأم التي ترغمها على بعض الأمور اهما حد أدنى للأجور لذلك وجودها في أمريكا اللاتينية يجعلها تدفع أجور منخفظة للعمال بالكاد تجعلهم قادرين على الحصول على قوتهم اليومي حتى . ناهيك ان بعض الشركات لا تتوقف عن العمل طوال 24 ساعة مستغلة بذلك حاجة الأفراد إلى العمل من اجل الحياة .

و تبقى المشكلة الإقتصادية العالمية هي الهاجس الاكبر لدى عدد كبير من دول العالم نتيجة للركود الذي حصل في بالاشهر الماضية مما ادى إلى اغلاق عدد من البنوك و الشركات و بالتالي تسريح الموظفين من اعمالهم دون ذكر من يبحثون عن عمل أصلا ً، هذا الركود أصبح اليوم على رأس الألويات .

و يبقى السؤال في النهاية و بعد ذكر بعض الأحداث في العالم اليوم ، هل من الممكن أن نرى هذا العالم بصورة أجمل من ذلك

لا أفضّل ان اكون متشاءم و لكن قد يكون ذلك صعبا و ان كانت الأمور بشكلها الإيجابي اليوم أفضل مما هي قبل سنوات ، إلا أن العالم يبقى غير مستقرا ففي الشرق الأوسط مثلا نرى المشكلة الإسرائلية العربية التي لا تبدو انها في طريق الحل في ضل عدم اتفاق فلسطيني داخلي و استمرار الإسرائليين ببناء المستوطنات ، كذلك لا ننسى إيران النووية و و رغبتها في حقها كما تقول في استكمال برنامجها النووي إلى النهاية في ضل اعتراض عالمي رافقه عقوبات متزايدة على إيران و إن كانت إيران وقفت ضده بإستخدام عدد من الاساليب التي تمنع من شن حرب ضدها و ذلك بالتحالف مع بعض الدول العربية المجاورة لإسرائيل ( حماس ، حزب الله ، سوريا ) و هذا بدوره ادى إلى بعض التوترات بين الدول العربية نفسها التي انقسمت إلى وجهتين الممانعة و الاعتدال ( كما سمّاها البعض ) ، ناهيك عن الدور الإيراني الذي تقوم به في العراق لمحاولة زعزعة النظام هناك ، ( تذكرت الان تعليق للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي ذكر ان إيران ستكون المحطة القادمة بعد العراق ) ، يبدو أن ذلك جعل من إيران راغبه في عدم وجود أستقرار في الدولة العراقية . و عدم استقرار في المنطقة بشكل عام . لمصلحة برنامجها النووي و يبدو أن تجربتها الأخيرة في انطلاق صواريخ قادرة على الوصول إلى اسرائيل و بعض دول جنوب شرق أوروبا و القاعدة الأمريكية في الخليج ( كما ذكرت اسرائيل ) يبدو انه محاولة من إيران لفرد العضلات و بث رسالة لإسرائيل و حلفاءها و خصوصا ً أننا سمعنا في أكثر من مناسبة عن نية اسرائيل قصف المفاعل النووي في إيران .

( هذه فقط منطقة من العالم فنحن لم نذكر دارفور أو باكستان و طالبان أو غير ذلك من الامور التي تقدم بوادر أو معطيات واضحه لوقف الحروب أو التقليل منها في المستقبل ) .

في كل الأحوال و إن كان كلامي يبدو غير أخلاقيا إلا هناك دائما مستفيد من كل حدث و بالغالب هذا المستفيد راضي عمّا يحدث و إن كان لا يظهر ذلك للعلن طبعا . فالحروب تحقق أرباح لمروجي السلاح و تسهم في ارتفاع أسعار بعض السلع مثل النفط بالإضافة انها تحقق مكاسب سياسية ، الفقر في بعض الدول و خاصة افريقيا و أمريكا الاتينية يحقق مكاسب لدول اخرى بالإضافة للشركات الخاصة ، فبعض الدول تتخلص من مخلفاتها في الدول الفقيرة ، كذلك الشركات تستغل رخص الأجور العاملة في تشغيل مصانعها إلى غير ذلك من الأمور .

ليست هناك تعليقات: