السبت، 9 مايو 2009

قـوة الـعقـل

يقال أن عقل الإنسان قادر على فعل المستحيلات ، و لا أقصد هنا قدرته على الاختراع أو الإبداع ، و لكن مدى قدرته على التفاعل مع الكون من حوله ، يقال أن تفكير الإنسان الإيجابي يخلق له أمورا إيجابية و العكس صحيح ، لذلك فإن احد أسباب بؤس بعض الأشخاص هو كثرة تذمرهم الحاد من واقع حالهم دون أن يدركو أن الكون يتفاعل مع ذلك التذمر لتزداد أمورهم سوءا ً، بمعنى أن الإنسان البائس سيبقى كذلك مالم يغير طريقة تفكيره السلبية .

و هذا ما سمته روندا بايرون في كتابها السر بقانون الجذب الذي وصفته بسر الحياة الأعظم ( الشبيه يجلب إليه شبيهه ) لذلك فلتجذب لنفسك الخير بدلا من الشر عن طريق إستخدام العقل بالتفكير في أمور إيجابية لأن قانون الجذب ببساطة لا يمنحك إلا ما تفكر بشأنه .

- لا أريد ان اتأخر عن العمل ( تفكير سلبي ) ترسل للكون رسالة مفادها أنك تريد أن تتاخر عن العمل

- سأذهب إلى العمل مبكرا ( تفكير إيجابي ) تكون رسالة للكون على عكس السابقة تماما ً

اعتقد من المهم أن يغرس الأباء في ابنائهم طريقة التفكير بإيجابية و عدم تعقيد أمورهم الحياتية ، نجد على سبيل المثال من الأهل من يحذر ابنائه من الأكل في مكان معين أو الذهاب إلى ذلك المكان أو ذاك ، و ذلك بترهيبه بأمور سيئة قد تحصل له في حالة مخالفة كلامهم ، حتى في الجانب التعليمي نجد أن بعض الأباء يحدثون ابنائهم دوما عن مدى صعوبة بعض المناهج التعليمية مما يؤثر سلبا ً على الطفل تجاه بعض المواد و بالتالي تكون له مثل العقدة في بعض الأحيان ، طبعا من حق الاباء أن يحذرو أبنائهم و لكن بطريقة أكثر إيجابية و بترغيب لا بترهيب . لان التفكير سواء بإيجابية أو بسلبية يؤثر على حياتهم ، فالطفل الذي تم برمجة عقله ليفكر و يأخذ الأمور بشكل إيجابي يلقى مزايا ذلك في المستقبل و العكس صحيح .

نعطي مثال : لو افترضنا وجود شخصين الأول يدعى أحمد و الثاني يدعى فهد ، أحمد هو شخص حساس جدا أقل نسمة هواء او شربة ماء أو عصير خارج منزله يسقط مريضا ً ، بينما فهد على عكسه يتنفس نفس الهواء و يشرب نفس الماء و نفس العصير و هو في صحة جيدة ، ماهو السر في ذلك ؟ أحمد تعرض منذ طفولته لبرمجة لعقله أن الهواء مضر و الشرب خارج المنزل راح يتسبب لك بالإمراض , الأكل بالخارج يحتوي على جراثيم و هكذا ، لذلك أحمد عندما يأكل من الخارج فإنه يمرض لأنه تبرمج على ذلك ، على العكس تماما ً من فهد .

منذ فترة شاهدت فيلم يدعى لندن و قد كان فيلما جدليا يتحدث عن أمور متعددة تختلف فيها الاراء من شخص لأخر ومن ثقافة لإخرى ، في أحد مشاهد الفيلم كان هناك مشهد اعجبني يعطي فيه كاتب السيناريو و جهة نظر عن تفاعل الكون مع الحدث . اترككم مع السيناريو

اجرى علماء فيزياء في اليابان دراسة ، حيث احظرو وعائين من الارز و وضعوهم في غرف مختلفة و ركزو كاميرات عليها ليراقبوها لمدة شهر ، و تركو أشخاصا كثيرين ليدخلو الغرفتين . في الغرفة الأولى ردد الزوار أحبك أيها الأرز أنت الأفضل أنت الاجمل و الأروع و الاكثر اثارة ، بينما في الغرفة الاخرى أخذو يرددون أكرهك أيها الارز أنت الاسوء عليك اللعنة

و بعد شهر من ذلك الارز الذي لقي المديح أصبح لا يزال قابل للأكل بينما الأرز الأخر أصبح كالوحل الأسود

ليست هناك تعليقات: