الخميس، 7 مايو 2009

سياسات إلهاء الرأي العام

نذكر أولا ًبعض سياسات الإلهاء

- سياسة الإغراق بالمشاكل الحياتية اليومية : إلهاء الناس بمشاكلهم المعيشية و هموم ارزاقهم و يصبح تفكير الفرد منحصر في كيفية الحصول على لقمة العيش أو كيف يحصل على عمل أو منزل او كيف يتزوج أو أو أو أو أو ... أمور تجعل من الشخص يفكر فقط في أموره الشخصية و يكون أكثر قناعة بالوضع الراهن ولو كان مذلا ً

- سياسة الإلهاء بالرياضة والنشاطات الشبابية : مثل إقامة المباريات بشكل دائم وسباقات الخيل والسيارات والإبل و الشعر و ماشابه ذلك من الامور التي تشغل الشباب بشكل كبير في الشارع بحيث تجد نقاش حاد عنها

- سياسة كمّ الأفواه : عدم اعطاء اي أهمية لشكاوي الشعب و تظلماتهم مما يأتي بتاثيرة على نفسيتهم و بالتالي القبول بالامر الواقع ، بالإضافة لبث الرعب في قلوب أفراد الشعب لمن تسول له نفسه معارضة السلطة ( تكفي أسماء المعتقلات الشهيرة ) لذلك نسمع مصطحات متعددة مثل الجدران لها أذان

- سياسة تنفيس الرأي العام : ترى الحكومة ان الشعب يعيش في احتقان قد يولد الإنفجار نتيجة لسياسية كم الأفواه ، لذلك تقوم الحكومات بفتح بعض القنوات و اعطاء المواطنين بعضا من الهامش من اجل التنفيس دون المساس برئيس الحكومة ، بمعنى أن هناك كبش فداء من داخل الحكومة سيتلقى كل أنواع الإنتقاد و هذا الكبش عادة يكون من المسؤولين الصغار

- سياسة كبش الفداء : عند حدوث مشكلة كبيرة ( فضيحة ما ، فساد ، تقصير أمني أو اقتصادي .... ) يتم الصاق التهمة في ظهر وزير أو مسؤول معين ، و بالتالي استقالة هذا الوزير أو المسؤول من منصبه

- سياسة الانحناء للموجة : عند حدوث مشكلة او فضيحة للرئيس فإنه يبتعد عن التصاريح الإعلامية و يتجاهل كل النقد و المعارضات حتى تخمد تلك المشكلة أو الفضيحة و من ثم يعود مرة اخرى لوضعه الطبيعي

- سياسة الجزرة والعصا : هو لفظ يطلق على مبدأ الثواب والعقاب او الترغيب والترهيب ، فالجزرة تعني الوعود الجميلة أما العصا هو التهديد بفقد هذه الميزات . و هذه السياسة تستخدمها الدول الكبرى مع دول العالم الثالث ، و يبدو أن حكومات العالم الثالث اخذت تلك السياسة و أصبحت تستخدمها على شعبها


مثل هذه السياسات الإلهائية نجدها و نتلمسها باستمرار ، دائما نرى العديد من القضايا و المواضيع التي تشغل بال الشارع ، مواضيع تتكرر من فترة لأخرى و يتم نقاشها بجدية تامة و لأوقات طويلة ، مواضيع بالحقيقة لا تقدم ولا تؤخر من الأمر شئ ولا تؤثر أبدا ً في حياتنا اليومية .

لكن على عكس ذلك و في الحالات النادرة التي يتم النقاش فيها حول أمور هامة تؤثر على المجتمع بشكل عام نجد التخوف الدائم و عدم الرغبة في الخوض بمثل تلك المناقشات ( الحكومة أبخص ) ، و هنا نرى نجاح حكومات العالم الثالث في زرع الخوف داخل قلوب مواطنيها ، ناهيك عن نجاحها في اخفاء حقوقهم عنهم و رسم صورة جميلة أمامهم توهمهم أنهم يعيشون الحياة الطبيعية الكريمة .

طبعا ً كل دول العالم تستخدم مثل هذه الأساليب الإلهائية لمحاولة تضليل الرأي العام أو تشتيته ، لكن في دول العالم الثالث وخصوصا ً دول العالم الإسلامي يتم استخدام ذلك باستمرار و بصور متقاربة ، وهنا يرجع السبب الرئيس في تخلف العالم الإسلامي بحيث يكون أبناءه غير قادرين على الإبداع ، و يكونون أصحاب تفكير سطحي إلا في حالات نادرة ، وهذه الحالات النادرة التي يبدع فيها أحد أبناء هذا العالم فإنه لا يكون هناك ذلك الإهتمام الكبير بهذا المبدع لانشغال الحكومة بالبحث عن مصالحها الخاصة وليس مصالح شعوبها عامة .

بمعنى أن الفساد السياسي متغلغل داخل مؤسساتها ، وبالتالي الانطلاق بسرعة فائقة إلى الحضيض و التنافس مع الدول المتخلفة ( النامية ) على القاع بينما الدول الأخرى تتقدم و تتطور و خاصة تقنيا ً ، و تحقق انجازاتها بل و تتبنى في أحيان كثيرة أبناء العالم الإسلامي المبدعين . لذلك هي من تسيطر على العالم الثالث و الإسلامي و تحركه بالاتجاه الذي تفضله و تراه مناسب بما يخدم مصالحها الخاصة ، بل أيضا ً تستخدم سياسات الإلهاء و التعبئة ضدها بإنشاء عدد من وسائل الإعلام المختصة بذلك .

ولا أنسى ذكر أخيرا أن دول لالعالم الثالث و الإسلامي تفتعل دائما المناسبات التي تشد الأنظار كالاحتفال بشخصية تاريخية بارزة ، أيضا تستغل الدين والمشاعر الدينية ليس لخدمة الدين كما تدعي أحيانا و إنما لتحقيق المصالح الخاصة حيث نرى تبرير مستمر لأفعال الحكومات باسم الدين .

ليست هناك تعليقات: