السبت، 16 مايو 2009

نظرية المؤامرة ( Conspiracy Theory )

أولا نعرف نظرية المؤامرة بإختصار : تحاول هذه النظرية شرح السبب النهائى لحدث أو سلسلة من الأحداث ( السياسية والاجتماعية أو أحداث تاريخية ) على إنها أسرار ، وغالباً ما يحال الأمر إلى عصبة متأمرة بشكل منظم هي من يكون وراء الأحداث .

فكرة نظرية المؤامرة لدينا قائمة على أن كل شئ يفعله الغرب هو بهدف ضد المسلمين ( أفلام الكرتون ، كرة القدم ، ... الخ ) ، و بالتالي نتيجة للكم الهائل من الاشياء التي يقال أنها وجدت لهدف المؤامرة نسمع و نقرأ دائما ً كثير عن هذه النظرية ( بإختلاف التسميات ) و في مناسبات مختلفة ، حتى أن البعض يرددها نتيجة لإنجرافه مع الموجة ليصدقها في النهاية .

هذه النظرية أجزم بأنها أكثر كلمة سمعتها في وقت دراستي بالمرحلة الإبتدائية ( غرس مبكر ) حتى أني قرأت قبل فترة أن أحد المشايخ علق بقولة عن بطولة كأس العالم لكرة القدم أنها وجدت من أجل إلهاء المسلمين و كبح جماحهم لأن الغرب يدرك إن صحوتهم ستكون كارثية عليه و بالتالي أوجد بطولة كأس العالم !

هذه النظرية أو هذا التصور لدينا بأن الغرب يخطط و يتأمر ضد المسلمين و أن كل ما هو موجود هدفه ابعادهم عن دينهم و صرف انتباههم إلى أمور آخرى من أجل اشغالهم عن أهدافهم و خططهم الكبرى كما يقولون . بالتأكيد و على الأقل من وجهة نظري أنها تصورات زائفة ، رغم أن بعضهم يفسر اختياره لتلك النظرية للتاريخ التأمري ضد العرب في القرن الماضي ، و هذا الكلام صحيح أنه حصل و لكن على الأقل في السابق كان هناك عمل لمحاولة فعل شئ بالإضافة أن الأمر مختلف عمّا هو اليوم ، لأن الحاصل اليوم أن الكلمات فقط هو من تحاول أن تسير الامور .

طبعا انا لا أنفي وجود بعض المخططات لبعض الدول و لكن لا اتوقع أنها تأمرية بقدر ماهي لتحقيق المصالح بالدرجة الاولى لها كدولة ، و لا يمكن أن ألوم الاخرين على عملهم ، لذلك كان الاجدر أن تعمل و تبحث الدول الإسلامية عن الطريقة التي تحقق بها مصالحها بدلا ً من وضع تصورات واهية في الغالب و ماهي إلا تخدير من اجل القبول بالأمر الواقع أو نتيجة لعدم قدرتها على تغيير حالها لبعض الاعتبارات و بالتالي و ضع نظرية المؤامرة بالواجهه لانها في النهاية نظرية لا يمكن اثباتها و بالتالي ممكن دائما استخدامها .

من يؤمن بهذه النظرية عليه النظرأولا ً إلى حاله ، كيف هو نمط التعليم لديه ، كيف هي خطط التنمية ، كيف يتعامل مع المبدعين من أبناء وطنه ، كم هي نسب الأمية و الفقر لديه ، ماهي درجة احترام المواطن وعدم الكذب عليه و اعتباره شخص ساذج من قبل الحكومات ، مدى قدرة الفرد على التأثير في صناعة القرار ، و غيرها من الأمور الواضحة للعيان .

عندما تكون تلك الأمور أو أغلبها مفقودة فإنه بالتأكيد ليس هناك ما يسمى بنظرية مؤامرة بل هناك دولة متخلفة غير قادرة على النمو و بالتالي هي مكان لتصريف البضائع العالمية ( الزائدة في الغالب ) و مكان مستهلك أكثر من ماهو منتج و مكان يتم تفسير الواقع فيه بحجج واهية من اجل التهرب من الواقع السيئ الذي لا يحتاج لأي مؤمرات من اجله .

العالم اليوم لا يستمع إلى ماتقوله إلا عندما تكون لديك القدرة للتأثير في هذا العالم ، لانه بإختصار لأحد سيهتم بما سيقوله شخص من العالم الثالث ، لأن من سيفكر أن يستمع سيقول في قرارات نفسه ماهو التأثير الذي يمكن ان يحدثه في العالم حتى ارغب بسماعه .

لذلك عليك يا من تؤمن بهذه النظرية أن تعيد النظر و تفكر كيف تخلق مجتمعا ً مبدعا و مفكرا ً ، و إن كان هناك من يصر على نظرية المؤامرة فهي قد تكون موجودة و لكن ليس من الغرب و إنما من حكومات الدولة التي تعيش بها للإستيلاء على كل شئ و خاصة السلطة .

في الدول الغربية تختلف النظرة لنظرية المؤامرة فالمؤمن بها هناك يرى أن الحكومة هي من تتأمر عليه من أجل أن تسلب منه حرياته الشخصية و تعرف أين يذهب و ماذا يفعل .

في النهاية ( الكبرياء هو خيار تتخذه ، عليك التوقف عن الشعور بالأسف و البدء في معالجة المشكلة )

ليست هناك تعليقات: