الجمعة، 8 مايو 2009

نظرة في فيلم أمير الحرب


تجارة الأسلحة أو تجارة الوت كما يسميها البعض تحقق مكاسب عالية جدا ً و خصوصا أن هذه الأسحلة مطلوبة و بشكل كبير في بعض دول الشرق الأوسط و افريقيا و أمريكا اللاتينية ( و بالتخصيص الأسلحة الخفيفة ) و بالتالي هي تجارة منتشرة جدا و بشكل لا يمكن أن يتصوره القارئ ، تكمن المشكلة أن تجارة الاسلحة في هذا العالم غير منظمة و بالتالي بؤس كبير في المناطق المستخدمه لها بشكل شبه يومي .

السلاح الذي تبيعه ليقتل الآخرين ... ربما يأتي اليوم لتقتل بنفس هذا السلاح .

فيلم أمير الحرب يتحدث عن عدد من الامور و يقدم وجهات نظر مثيرة للإهتمام فهو يسلط الضوء على تجّار السلاح و ظروف نشأتهم و حالة الغموض التي يعيشون بها و خاصة مع عائلاتهم و قبل كل ذلك يسلط الضوء على من يحمي تجارة الإسلحة و من هم المشترين الدائمين لها .

يبدأ الفيلم بجملة على لسان تاجر للأسلحة حيث يقول ان هناك أكثر من 550 مليون سلاح ناري في جميع أنحاء العالم مما يعني سلاح لكل شخص على الكوكب ... السؤال الوحيد كيف نستطيع تسليح الأحد عشر الآخرون ، مئات الناس يقتلون في العالم .. أتسأل بأسلحة من يُقتلون ثم أقول لنفسي لماذا لا يُقتلون بأسلحتي ؟

يتحدث الفيلم عن شاب دخل تجارة الأسلحة بالصدفة الأمر الذي جعل منه واحد من أكبر تجار السلاح في العالم إذ أن صفقاته أصبحت تحدث على مستوى الدول حتى . الفيلم يعود بنا إلى فترة الثمانينات والتسعينات التي شهدت الحرب السوفيتية الأفغانية و الحرب اللبنانية الأهلية و الحرب العراقية الإيرانية و الحروب المتعددة داخل أفريقيا و سقوط الإتحاد السوفيتي و غير ذلك من الحروب ، هذه الحروب و خاصة الكبرى منها تترك مخلفاتها العسكرية خلفها ، و يعود السبب في ذلك أن شحنها وإرجاعها يكلف أكثر من شراء بضاعة جديدة و خصوصا في ذلك الوقت و بالتالي لابد من وجود مستفيد من هذه الأسلحة ، و هنا نرى الجنرالات الفاسدة ، و خصوصا أن فترات الحروب تشهد تزعزع لسلطة الدولة ناهيك ان بعضها يسقط و بالتالي أسلحة غير تابعة لأية سلطة ( و هذه النقطة كانت بارزه بعد سقوط الإتحاد السوفيتي ) ، و لا أنسى التنافس بين تجار الاسحلة للحصول على المخلفات قبل بعضهم البعض و بإسعار متفاوته ، و لا أنسى كذلك أن الجنرالات كانت تعرض على من يشتري خمس دبابات مقاتلة واحدة مجانا ً ( اشتر خمسة و احصل على واحدة مجانا ً )

أهم وجهات النظر التي يقدمها الفيلم تتمثل في أن أكبر منتج ومصدر للسلاح في العالم هم الولايات المتحدة و بريطانيا و الصين و روسيا و فرنسا وهم نفسهم الأعضاء الدائمين العضوية في مجلس الأمن في الأمم المتحدة ! . و هم من يطالبون دائما بنشر السلام و الديمرقراطية في هذا العالم .

هذه الدول الكبرى المنتجة للسلاح في العالم توكّل الشركات الخاصة للقيام بمهمة بيع الأسلحة ، لتكون هذه الشركات بمثابة الغطاء بمعنى أن فشل الشركة أو القبض عليها أو تعرضها للهجوم و الانتقاد و ماشابه ذلك لا يؤثر على الدولة الأم لأنها هي ستكون أول من يندد بذلك . و بالتالي استحالة موت هذه التجارة أو تخفيفها إن صح التعبير

أتعلم من سيرث الأرض ؟ هم تجار الأسلحة لأن كل شخص أخر مشغول بقتل الأخر .

ليست هناك تعليقات: