
تجارة الأسلحة أو تجارة الوت كما يسميها البعض تحقق مكاسب عالية جدا ً و خصوصا أن هذه الأسحلة مطلوبة و بشكل كبير في بعض دول الشرق الأوسط و افريقيا و أمريكا اللاتينية ( و بالتخصيص الأسلحة الخفيفة ) و بالتالي هي تجارة منتشرة جدا و بشكل لا يمكن أن يتصوره القارئ ، تكمن المشكلة أن تجارة الاسلحة في هذا العالم غير منظمة و بالتالي بؤس كبير في المناطق المستخدمه لها بشكل شبه يومي .
السلاح الذي تبيعه ليقتل الآخرين ... ربما يأتي اليوم لتقتل بنفس هذا السلاح .
فيلم أمير الحرب يتحدث عن عدد من الامور و يقدم وجهات نظر مثيرة للإهتمام فهو يسلط الضوء على تجّار السلاح و ظروف نشأتهم و حالة الغموض التي يعيشون بها و خاصة مع عائلاتهم و قبل كل ذلك يسلط الضوء على من يحمي تجارة الإسلحة و من هم المشترين الدائمين لها .

يتحدث الفيلم عن شاب دخل تجارة الأسلحة بالصدفة الأمر الذي جعل منه واحد من أكبر تجار السلاح في العالم إذ أن صفقاته أصبحت تحدث على مستوى الدول حتى . الفيلم يعود بنا إلى فترة الثمانينات والتسعينات التي شهدت الحرب السوفيتية الأفغانية و الحرب اللبنانية الأهلية و الحرب العراقية الإيرانية و الحروب المتعددة داخل أفريقيا و سقوط الإتحاد السوفيتي و غير ذلك من الحروب ، هذه الحروب و خاصة الكبرى منها تترك مخلفاتها العسكرية خلفها ، و يعود السبب في ذلك أن شحنها وإرجاعها يكلف أكثر من شراء بضاعة جديدة و خصوصا في ذلك الوقت و بالتالي لابد من وجود مستفيد من هذه الأسلحة ، و هنا نرى الجنرالات الفاسدة ، و خصوصا أن فترات الحروب تشهد تزعزع لسلطة الدولة ناهيك ان بعضها يسقط و بالتالي أسلحة غير تابعة لأية سلطة ( و هذه النقطة كانت بارزه بعد سقوط الإتحاد السوفيتي ) ، و لا أنسى التنافس بين تجار الاسحلة للحصول على المخلفات قبل بعضهم البعض و بإسعار متفاوته ، و لا أنسى كذلك أن الجنرالات كانت تعرض على من يشتري خمس دبابات مقاتلة واحدة مجانا ً ( اشتر خمسة و احصل على واحدة مجانا ً )
أهم وجهات النظر التي يقدمها الفيلم تتمثل في أن أكبر منتج ومصدر للسلاح في العالم هم الولايات المتحدة و بريطانيا و الصين و روسيا و فرنسا وهم نفسهم الأعضاء الدائمين العضوية في مجلس الأمن في الأمم المتحدة ! . و هم من يطالبون دائما بنشر السلام و الديمرقراطية في هذا العالم .
هذه الدول الكبرى المنتجة للسلاح في العالم توكّل الشركات الخاصة للقيام بمهمة بيع الأسلحة ، لتكون هذه الشركات بمثابة الغطاء بمعنى أن فشل الشركة أو القبض عليها أو تعرضها للهجوم و الانتقاد و ماشابه ذلك لا يؤثر على الدولة الأم لأنها هي ستكون أول من يندد بذلك . و بالتالي استحالة موت هذه التجارة أو تخفيفها إن صح التعبير
أتعلم من سيرث الأرض ؟ هم تجار الأسلحة لأن كل شخص أخر مشغول بقتل الأخر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق