الثلاثاء، 30 يونيو 2009

تجارة الأعضاء ( الفقراء قطع غيار للأغنياء )

تجارة الإعضاء هي تجارة غير قانونية في أغلب الأقطار العالمية لعدد من الاسباب أهمها انه يندرج تحتها جرائم اختطاف وجرائم قتل وجرائم نصب و إحتيال يذهب ضحيتها المتبرع أو المخدوع الذي تم استئصال أحد الأعضاء منه .

وللعلم و خاصة فيما يخص الكلى بالذات ، في عام 2004 كان يوجد في اوروبا وحدها نحو 120 ألف مريض يجرون عمليات غسل كلى وأن نحو 40 ألف مريض على قوائم انتظار إجراء عمليات زرع لهم . وأن قوائم الانتظار هذه التي كانت عام 2004 تقدر بحوالي ثلاث سنوات قد تصل إلى عشر سنوات بحلول العام 2010، أي بعد اقل من سنة . وهذا يعني ارتفاعاً مرتقباً في معدل الوفيات بسبب النقص الحاصل ، الذي يشجع بطبيعة الحال على وجود تجارة الأعضاء .

كان الخاطف يقوم بسحب الإعضاء واحدة تلو الأخرى من بطنها أمام ناظريها ، إذ انه قام بتخدير جسمها مع ملاحظة أنه اتاح لها أن ترى مايحدث امامها دون أن تكون قادرة على فعل شئ سواء البكاء و الإستماع إلى ما يقوله لها سارق اعضائها من قصص و روايات مشابهه كان يقوم بها في الماضي و كيف أن الكلية بالتحديد تحقق له أرباح هائلة ، و بالتالي عليكي النظر إلى الجانب المشرق ( يقول السارق ) أنكي ستقدمين السعادة أو ربما الحياة لشخص ما و بالتالي سيدعو لك في صلاته كلما سنحت له الفرصه !

في أيام الطفولة كنّا نسمع تلك القصص الخرافية التي تقول أنك قد تجد نفسك يوما من الايام في مسبح منزلك الملئ بالثلج و ندبة في جسمك في المكان الذي توجد فيه إحدى كليتيك ، بالتأكيد مثل تلك القصص كانت مرعبة لنا في ذلك الوقت على عكس الكبار الذين كانوا يتداولونها من اجل الدعابة ، و مع مرور السنين أصبحنا نستخدمها نحن أيضا كدعابة و مجرد قصة أسطورية قديمة .

لكن اليوم يبدو أن تلك القصص لم تعد أسطورة أو قصة للدعابة بل أصبحت حقيقة تحدث على أرض الواقع ، فبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية خُمس الكلى التي يتم زرعها حول العالم سنويا والبالغ عددها 700 ألف مصدرها السوق السوداء ! فماذا يحدث في هذه السوق السوداء ؟

تنتشر هذه الجريمة في المناطق الفقيرة و المناطق التي تشهد العديد من الحروب و خصوصا ً ان أصحاب تلك المناطق يكونون في حالة مادية سيئة جدا ً ما يجعله صيدا سهلا ً امام عصابات تجارة الأعضاء ، فهذه العصابات تعرض عليه مبلغا ً من المال لا يستطيع رفضه رغم أنه مبلغ ضئيل جدا ً خصوصا ً إذا ماقارناه بالمبلغ الي يحصل عليه التاجر من بيع العضو على المشتري و لكن الحاجة تجبر منه أن يقبل بذلك فهو ينظر خلفه فيجد عائلته بحاجه إلى الطعام و الشراب . فماذا يفعل ؟ يضحي بأحد أعضاءه من أجلهم .

اما في مناطق الحروب يقوم بعض عصابات الإعضاء بسرقة أعضاء جثث مجهولي الهوية في المستشفيات و التي لم يمر على موتها نصف ساعة يساعدهم أحيانا في ذلك بعض الأطباء في المشفى نفسه ، لذا إن كان هناك أشخاص يرغبون في وجود الحروب في العالم فإن أحدهم بالتأكيد عصابات الأعضاء البشرية .

أيضا ً المهاجرين الغير شرعيين يتعرضون للإبتزاز في الدولة التي يعيشون فيها بشكل غير قانوني فعصابات تجارة الاعضاء تعرض عليهم جواز الدولة ( مثلا ) مقابل كليته على سبيل المثال و طبعا ً مثل هذا العرض يكون مغري إذا اخذنا بالإعتبار حياة الشقاء التي يعيشها بشكل غير قانوني و بالتالي يوافق علي ذلك و تجرى له العملية في ضروف سيئة جدا ً و خصوصا من ناحية التعقيم و النظافة و دون تخدير في أغلب المناسبات ناهيك أنه قد لا يحصل على الجواز الذي وعد به في النهاية و قد يتم تركه ليموت في المكان الذي تم استئصال العضو منه .

لذلك و بناء على ذلك كله أصبحت تجارة الإعضاء من المشاكل الدولية المهمة في العالم اليوم و خصوصا ً أنه يتم إستغلال الفقراء و اطفال الشوارع كثيرا ناهيك أنه في النهاية و كما ذكرت قبل قليل لا يحصل إلا على مبلغ ضئيل ( بإفتراض أنه لا يزال حيا ً) لان الوسيط هو من يحصل على القطعة الاكبر من الكيكة في النهاية .

و أضيف للعلم أن طبيعة العضو يختلف بين المتبرع الحي والمتبرع الميت إذا أن للحي يمكنه أن يهب عضواً (كلية واحدة، نصف كبد، نصف بنكرياس أو رئة واحدة أو النخاع العظمي ) أما الميت فيمكنه أن يهب ( قلب، كليتين، رئتين، كبد، بنكرياس، قرنيتين، عينين، الأوعية الدموية، صمامات، جلد، نخاع عظمي، أمعاء وعظم. بعد توقف القلب والتنفس يستطيع أن يهب قرنيتين، عينين، أوعية دموية، صمامات، جلد، أمعاء وعظام ) كما أن الكلية المأخوذة من واهب حي تبقيك على قيد الحياة لفترة أطول بمرتين من الكلية المأخوذة من جثة .

ليست هناك تعليقات: