السبت، 11 يوليو 2009

مصطلحات سياسية

هناك العديد من المصطلحات السياسية التي لا يكاد يمر يوم دون أن نسمعها أو نرى البعض يستخدمها ( دون النظر إلى النوايا الحقيقية ) ، نرى مثلا ً في أحد القنوات شخص يتحدث بصوت جهوري و بأسلوب جذاب بحيث يعد بتحقيق العديد من الأمور أيا ً كانت و بعد انقضاء فترة من الزمن نجد نفس الشخص يعد الجمهور مرة أخرى ( مع ملاحظة أنه لم يحقق وعوده السابقة ) مثل هذا الأسلوب يطلق عليه الديماغوجية التي تعني مجموعة من الأساليب و الخطابات و المناورات و الحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون من أجل اغراء الجماهير بوعود خدّاعة أو كاذبة لإهداف متعددة اما للتأثير بهم أو الوصول للحكم أو لمصلحة خاصة .

و من ثم نتجه لقناة أخرى ونجد خطبة أخرى ( خطب كثيرة نسمعها هذه الأيام لدرجة أنني قد اقتنع بالمقولة القائلة أن ...... ظاهرة كلامية ) ، تلامس تلك الخطبة المشاعر و العواطف و تخفي بعض المعلومات لصالح معلومات اخرى بهدف كسب تلك العواطف كأن يستغل حادثة معينة أو يستغل الدين أو أو ... ، مثل هؤلاء الأشخاص يطلق عليهم الغوغائيين ، و الغوغاء هي عبارة عن تجمع جماهيري يميل نحو الفوضاء و الهيجان العاطفي و العنف و بالعادة الشخص الديماغوجي هو من يبث تلك العواطف للجماهير .

نتجه أيضا ً إلى قناة اخرى ( فالقنوات الأخبارية أصبحت منتشرة هذه الأيام لبث أخبار سيئة و حزينة في غالب الأحيان ) فنجد شخص يتجه إلى الزاوية التي تكمن فيها مصلحته حتى و لو كان مكان المصلحة غير أخلاقي أحيانا ً ، هذا النوع من الأشخاص يطلق عليهم براغماتيون ، فالبراغماتية هي فن ما يمكن تطبيقه عمليا ، فالبراغماتي هو الإنسان العملي الذي ليس لديه قيم أو مثل عليا بمعنى أنها تعارض مقولة أن المبادئ الانسانية و الايدلوجية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة .

نستمر بالتنقل بين القنوات فنسمع لفظ الراديكالية كثيرا ً و هي كلمة تطلق بالأساس على سياسة معينة تهدف إلى تغيير جذري ( تغيير النظام بالكامل ) ، و لكن اليوم يطلق على بعض الاحزاب بأنها راديكالية ، والأحزاب الراديكالية في بعض الدول اليوم يمثلها عادة الأجنحة السياسية اليسارية المتطرفة أو الأحزاب ذات النظرة الدينية المتطرفة سواء كانت إسلامية أومسيحية أو يهودية أو غيرها .

و من الممكن أن نستشف من الشخص الراديكالي مصطلح الدوغمائية التي تعني التحجر أو الجمود الفكري أو العقائدي و هي كلمة سلبية تطلق على الشخص أو توصف بها الجماعة التي تتبنى أفكارا ً متحجرة ( بالعامية شخص مافي أمل يغير رأية يعني وحدة من ثنتين إما أسود أو أبيض ) .

و بحكم انه من فترة لأخرى نرى بعض المشاكل إما داخل الدولة نفسها أو بين دولتين من نفس المنطقة فبالتأكيد نسمع مصطلحات مثل اللوجستية و الطابور الخامس و العدوان . اللوجستية تعني أي عمل أو دعم غير عسكري يكون في أوقات الحرب سواء مساعدات من نوع الصيانة أو الغذاء والشراب أو مساعدات طبية أو إيصال معلومات معينة . أما الطابور الخامس فيقصد به أنه عند حدوث حرب بين دولتين ، فإن الأشخاص الذين يقيمون في إحدى هاتين الدولتين يقومون بمناصرة الدولة الأخرى ، ويقومون بنشر الشائعات في أوساط الشعب لصالح الدولة الأخرى وترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحروب واتسع ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية . أما العدوان فمن اسمه يطلق على الدولة المعتدية على دولة ما . و في حالة العدوان أو توقع العدوان من دولة ما ، على الدول داخل الامم المتحدة الحيلولة دون وقوع ذلك العدوان و بالتالي على الدول تطبيق العقوبات سواء الاقتصادية أو العسكرية ، و قد تشمل العقوبات شن الحرب على الدولة المعتدية .

يقال أن القوى الإستعمارية رغم السنين التي قضتها في بعض الدول و رغم السياسات القمعية التي كانت تستخدمها إلا أنها في النهاية لم تستطع تغيير ثقافتها و عاداتها ، ليخرج فيما بعد ما يسمى بالقوة الناعمة إذ أن هذه الدول المستعمرة سابقا ً استطاعت التاثير على الشعوب بشكل كبير دون إستخدام السلاح ، و يقصد بالقوة الناعمة قدرة أي دولة، على التأثير الغير المباشر والمستمر في سلوك الدول الأخرى وسياساتها ومصالحها ، وكذلك التأثير على توجّهات نخبها وشعوبها ، عبر توظيف جملة من الوسائل مثل الأدوات الثقافية الدينية و الاعلامية ، وغيرها من الوسائل التي تشكّل في مجموعها منظومة مؤثرة بطرق ناعمة بعيداً عن وسائل القوّة والضغط .

و رغم أن تلك مصطلحات سياسية إلا أن بعضها يستخدم كثيرا ً في المجالات الغير السياسية و قد يستطيع ملاحظتها أي شخص .

هناك تعليقان (2):

Ahmed يقول...

نسمع بعد دائما نشر الديمقراطية
وش يعني ديمقراطية

Naif يقول...

هلا بك سيدأحمد

الديمقراطية تعني النظام الذي يضع فيه الشعب قوانين الحياة

أو ممكن أن نقول التداول السلمي للسلطة و حكم الأكثريّة و حماية حقوق الأقليّات و الأفراد

أو اممكن القول اتاحة فرصة اختيار الحاكم ونواب الشعب للشعب على أساس ما يتقدم به كل منهم من رؤى، وعرض كافة القرارات المصيرية على نواب الشعب للتصويت

- وهي ( الديمقراطية ) تقوم على
1- فصل الدين عن الحياة ( العلمانية )
2- قائمة على تحكيم العقل
3- قائمة على التعددية ( أي الحق المشروع في الإختلاف )