السبت، 4 يوليو 2009

ليس هناك حقيقة ، فقط و جهات نظر

( تعلَم الاختلاط بجميع أنواع الناس ، و واظب على الاحتكاك المستمر بهم إلى أن تتمهد الأجزاء غيرالمتساوية من عقليتك ، وهذا ما لا تستطيع أن تفعله إذا كنت في عزلتك )

عندما يبدأ الشخص بالإطلاع على الكتب بأنواعها و الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة حتى التي لا تنال إعجابه فإن كل ذلك يكون له بمثابة الوزن أو الثقل الذي يضيفه إلى رصيده ليكون أكثر تفهم و أكثر حذر و أكثر عقلانية في التعامل مع الأمور التي تحدث أمامه لأنه بذلك يكون قد أصبح على علم بالعدد الأكبر من جوانب المشكلة أو الظاهرة و بالتالي إعطاء وجهة نظر أو حلول أفضل تميل إلى الصحة في الغالب لأنه بإطلاعه السابق أصبح ذو تفكير أكثر شمولية و استنارة و بالتالي قدرة على تحليل المشكلة ( تفكيك الظاهرة ثم إعادة تركيبها من جديد ) .

( نحن لا نرى الحقيقة إلاّ من خلال تجاربنا السابقة )

على العكس من ذلك عندما يكون الشخص ذو اطلاع محدود أو غير مهتم بذلك فإنه بالعادة يكون غير مفكر و بالتالي يتم توجيهه بالشكل الذي يرغب به الآخرون و ليس هو ( و إن كان هو لا يدرك ذلك ) ، ناهيك على أنه يميل إلى تحليل الأمور وفقا ً لمنظور محدود غير شامل بمعنى أنه لا ينظر للمستطيل من جوانبه الأربع ( إن صح التعبير ) و إنما من جانب واحد فقط و بالتالي إعطاء حلول مؤقتة تفشل سريعا ً بالعادة و قد تؤدي إلى مشكلة أخرى غير المشكلة الأساسية . و إن بذل جهدا ً في إعطاء حلول فإنه بالعادة ينظر للأمور بناء على تجاربه السابقة التي قد تكون صحيحة ولكن من منظوره هو .

من القصص المحببة لدي قصة ( الفيل و العُـميان ) حيث يُحكى أن ثلاثةً من العُميان دخلوا في غرفة بها فيل و طلِـبَ منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل و من ثم يصفوه ، بدأ كل واحد منهم في تحسُّس الفيل و خرج كلٌّ منهم ليبدأ في الوصف ، قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض ، قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما ، و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة . و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأ كل واحد منهم بالشجار مع الأخر و تمسّك كلا ًمنهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتِّهم كلٌّ منهم الآخر بأنّه كاذب و مُدَّعٍ و إلى أخر ذلك .

لكن الموضوع كان ببساطه أن الأول أمسك بأرجل الفيل بينما الثاني بخرطومه أما الثالث بذيله ، و بالتالي و حسب الوصف جميعهم على صواب ، لكن الفرق أنهم احتكروا الحقيقة لأنفسهم و أهملوا وجهات نظر الآخرين و اعتمدوا فقط على تجاربهم السابقة و بالتالي ألت النتيجة إلى ذلك في النهاية ( الاتهام بالكذب و الخداع ) .

( للحقيقة أكثر من وجه )

لذلك اطلاعك و استماعك و إيمانك بأن للحقيقة أكثر من وجه يجعلك شخص أفضل في حل المشاكل ، لأنه قد نكون جميعا ً على صواب لأن الكل يرى الحقيقة من جهة أخرى .

ليست هناك تعليقات: